Page 116 - web
P. 116
مقالات وآراء
الهجمات السيبرانية: مخاطر إساءة استخدام
على المستوى العملي ،أضحت اليوم التكنولوجيات الذكاء الاصطناعي
المعلوماتية تمكن من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
على تحديد واستغلال نقاط الضعف في البرامج والأنظمة ونحن نتحدث عن فوائد الذكاء
ومهاجمتها ،وهي التقنيات المتاحة التي يمكن تحميلها الاصطناعي في المجال الأمني ،لا
بسهولة خصوص�ا ضمن فضاءات الإنترنت الأسود أو يمكننا تجاهل مخاطر الأنظمة
العميق ،الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى شن هجمات القادرة على التعلم والتكيف
سيبرانية كبيرة وخطيرة من قبل أفراد وجماعات مغمورة على الأمن الداخلي والخارجي
للبلدان ،إذ سبق أن وصف تقرير
وبدون خلفيات احترافية. صادر عن مجلس الأمن الدولي
ومن هذا المنطلق ،تعمل مصالح اليقظة المعلوماتية الذكاء الاصطناعي بأنه قد
وفرق الأمن المعلوماتي التابعة للمديرية العامة للأمن يسبب تهديدًًا على وجود الجنس
الوطني على تطوير نماذج محاكاة قادرة على رصد البشري واستمراره ،كما سبق
الهجمات التي تقوم بها الروبوتات المطورة باستعمال وأن طالب هذا التقرير حكومََة
الذكاء الاصطناعي وتحييدها ،وهي العملية التي تستلزم الولايات المتحدة الأميركية
-إلى جانب الكفاءات والخبرات التقنية العالية -مستويات بالتدخل السريع والحاسم لتجنب
متقدمة من إتقان التعامل مع البرمجيات الخبيثة المعززة مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي للدول.
وبحسب هذا التقرير الصادر عام ،2022فإن «لدى الذكاء
بأنظمة الذكاء الاصطناعي. الاصطناعي القدرة على زعزعة استقرار الأمن العالمي،
بطرق تذكرنا بإدخال الأسلحة النووية ،فإن كان الذكاء
التزييف العميق: الاصطناعي يمتلك هذا القدر من المخاطر على الجنس
تساعد أنظمة الذكاء الاصطناعي على منح برامج تعديل البشري ،ربما يجب إعادة النظر به جليًًا والعمل على تخفيف
الصور والتسجيلات المصورة القدرة الكبيرة على القيام تلك المخاطر أو إلغائها قبل القيام بخطوات تزيد من
بعمليات تزوير للصوت والصورة والفيديو تحاكي الواقع
بشكل كبير ،وهو ما يسمى بتقنية الََّتزييف العميق والذي حضوره في حياتنا».
يعتبر حاليًًا من الممارسات التي لا تهدد الأنظمة العالمية ومن هذا المنطلق ،تكمن مسؤولية مصالح الأمن
الوطني في وضع أسس منظومة استجابة وطنية شاملة،
تهدف إلى تقييم الأخطار والاستعمالات الإجرامية لأنظمة
الذكاء الاصطناعي كجزء من الاستعمالات غير المشروعة
للفضاء الرقمي ،وهي المنظومة التي تروم إعداد آليات
كفيلة بزجر هذه الأنماط الإجرامية المستجدة ومواكبتها
على المستوى التقني والقانوني والقضائي ،وهو ما يقتضي
توفير الوسائل التكنولوجية وتكوين الكفاءات الأمنية
وتطوير وسائل البحث والتحري القادرة على التعامل
مع الأساليب الإجرامية المستمدة من أنظمة الذكاء
الاصطناعي.
وتتضمن إستراتيجية الاستجابة العملياتية التي تفردها
المديرية العامة للأمن الوطني للتهديدات الأمنية التي
تستعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي في أربعة محاور
أساسية وهي :
116